الكرملين يحذر أوكرانيا من الـ F-16.. هل تمثل المقاتلات الأمريكية تهديدًا للروس؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تداعيات قرار أوروبا وأمريكا بتسليم أوكرانيا طائرات F-16 تشغل بال الكريملين، وتثير اهتمام فلاديمير بوتين.

ففي كلمة له أمام مشاركي منتدى فلاديفوستوك الاقتصادي، حذر الرئيس الروسي من أن هذه الخطوة "ستطيل النزاع". 

تأتي تصريحات بوتين ضمن سياق انتقاده لعمليات الهجوم الأوكراني المضاد التي وصفها بأنها لم تحقق أي نتائج حتى الآن. وقال إن أوكرانيا خسرت 71,500 جندي من بداية العمليات العسكرية قبل 4 أشهر. 

من جانبه، صرح متحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية بأن بلاده لن تتلقى طائرات F-16 قبل العام المقبل. ما يشير إلى أنها غير قادرة على استخدامها في المواجهات الجارية خلال فصلي الخريف والشتاء. 

اقرأ أيضًا: شويجو: هدفنا الأساسي تدمير أسلحة أوكرانيا

وتأتي تحذيرات بوتين في وقت تزداد فيه المخاوف من تصعيد روسي بعد تقدم القوات الأوكرانية في خطوط الجبهة الجنوبية وشرقي البلاد. ويعتقد الكثيرون أن موسكو قد تستخدم تهديدات أوسع نطاقًا من أجل إبطاء دفعة الهجوم الأوكراني. 

ويأتي هذا أيضًا بعد أيام فقط من إعلان بلدان أوروبية بما فيها هولندا والنرويج والدنمارك عزمها تسليم أوكرانيا طائرات F-16. وهو ما وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "قرار تاريخي". 

وقد ترى روسيا في الخطوة الأمريكية والأوروبية دعمًا أكبر لأوكرانيا يمكِّنها من تعزيز قدراتها الجوية ومواصلة الهجمات على المعاقل الروسية، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لمصالح موسكو وقواتها في أوكرانيا.

وبالفعل، فإن طائرات F-16 من الطائرات المقاتلة الحديثة وذات القدرات القتالية الفائقة التي من شأنها أن تزيد من قدرات سلاح الجو الأوكراني بشكل كبير. لا سيما وأن أغلب طائراته حاليًا من طراز سوفييتي قديم من طراز سوخوي. 

ومع ذلك، فإن المتحدث الأوكراني أكد أن بلاده لن تستخدم المقاتلات الجديدة قبل العام المقبل. ما يعني أن تأثيرها على المواجهات الحالية سيكون محدودًا وغير مباشر. لكن ذلك لا يمنع أن تشكل تهديدًا مستقبليًا لروسيا إذا استطاعت أوكرانيا استغلال إمكانات هذه الطائرات بشكل كامل.

وعلى الرغم من ذلك، فإن تحذيرات بوتين تشير إلى أن موسكو ستراقب الوضع عن كثب. خاصة إذا ما تلقت أوكرانيا دعمًا أكبر في المستقبل. ما قد يدفع الرئيس الروسي للمضي قدمًا في تصعيدات عسكرية جديدة تستهدف كبح جماح القوات الأوكرانية.

في المقابل، ستسعى أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون لاستغلال هذه الطائرات بشكل حكيم لا يثير مخاوف موسكو الأمنية، بما يمنع أي تصعيد عسكري روسي جديد. يبدو مستقبل النزاع في ظل التطورات الجديدة مليئاً بالتوتر وغامضاً في آنٍ معاً. إذ تفتقر أي من الطرفين حتى الآن لقدرته على إنهاء الحرب بالقوة.

فبرغم التقدم الأوكراني في بعض المناطق خلال الأشهر الماضية، إلا أن روسيا مازالت تسيطر على مساحات واسعة من أراضي جنوب وشرق أوكرانيا. بينما يبدو الجيش الروسي -على الرغم من خسائره- مازال قادراً على مواصلة القتال لأشهر أطول.

وفي المقابل أيضاً، فإن أوكرانيا ستواجه صعوبات كبرى في التقدم على الأراضي المحتلة خلال فصل الشتاء القارس. ما سيفرض توقفاً تكتيكياً لعملياتها العسكرية.

وبالتالي، فإن المزيد من المعارك والاشتباكات ما بين الجانبين ستستمر على الأرجح لأشهرٍ طويلة قادمة. في ظل تزايد الدعم العسكري والمادي الغربي لأوكرانيا من جهة، وضخ المزيد من القوات والأسلحة الروسية من جهة أخرى.